Admin Admin
عدد المساهمات : 147 تاريخ التسجيل : 13/02/2011
| موضوع: خطاب الجزائر الإثنين فبراير 14, 2011 1:17 am | |
| السلام عليكم
إن اليوم جديد على كل الدول العربية ، هو يوم الإنتفاضة و النهضة و تسلق جبال الحرية في تقرير المصير و نفض الغبار على تلك الدكتاتوريات التي دفنت شعبا و أقبرت مصير أمم و انتحر بسببها ملايين العقول و الكفاءات التي تحتاج إليها الجيوش لاحتلال الصدارة في عالم ينكر المسلمين في داخله و يبدي له من الود ما يميت قلوبهم و يزيغ أبصارهم عن الحقيقة ، فلا تتبعوا سبيل الضلالة ، ولا تنتصروا لسلاح الضعفاء المدنسين من الخوالف الذين خططوا لطمسنا و محونا من صفحات الكينونة الشرفية في الحياة . أناديكم بكل فخر و أنتم الذين تمتحنون أنفسكم أن لا تتعثروا و أن تحاربوا كل الأفكار التي تخول لكم أن الجزائر بلد مغبون ، و استحلفكم بالله أن ترجعوا بالذاكرة إلى أشرطة الماضي من تاريخ الجزائر ، تذكروا كيف كان يحضر التجول عند المغرب أو قبله بقليل ، تذكروا كيف كانت الأمهات تبكين شهداءهن ضحايا الإغتيال الجبان ، و تذكروا أولاء النساء المغتصبات من طرف وحوش تتدعي الحق في باطل لا تزيغ عنه الأبصار ، و تذكروا كيف كان الأطفال يعيشون ضحايا أمراض نفسية و مكبوتات رهيبة أطارت النوم من عيونهم البريئة نتيجة لمنظر الدماء المقزز الذي صادفهم دون سابق إنذار ، و تذكروا معي كيف كان لكل مواطن سلاح يدافع به عن نفسه ضد أخيه الذي تجرد من الإنسانية و الإسلام ، تذكروا كيف هجرت المداشر و القرى تلك الأماكن المقدسة التي شهدت في يوم من الأيام حياة الأمن و الرغيف و الكسرة و اللبن .. و تذكروا كيف كان العالم ينحر كل جيد جزائري في كل مكان ، و كيف كانوا يعتقلون كل جزائري دون سبب و كيف كانت الجنسية الجزائرية جريمة يعاقب عليها القانون و يصدر في حق حاملها مذكرة دولية بالإعتقال ، تذكروا كيف نبذت الجزائر حتى من طرف أشقائنا العرب و المسلمين ، و كيف أشاروا علينا بالأصابع و الأسهم و الدبابات و المقالات المخزية و الجارحة و المستهزئة في العالم بأسره و دون استثناء . و آه كم كان يتمزق جدار قلبي المغدور حين كان أبناء أرضي يطردون من كل بقاع الأرض و أمصارها فقط لأنهم جزائريون ، و لن أنسى كيف أصبحت أرضي ترابا محرما لا يدوسه أحد ....و لكني أتذكر أيضا أنكم كنتم مجدي الذي لا يزول و فخري الذي لا يموت و نور قلبي الذي لا ينطفي ، و أعرف أنكم جاهدتم بالنفس و النفيس ، و أنكم تحملتم كل عصيب دون أن تسمحوا للدخلاء بأن يشاركوكم في حبي الذي كنت أعلم أنه المزعوم و الكاذب في كل الأحوال بالنسبة لهم ، و أذكر أيضا كيف صبرتم و صابرتم و كيف تجندتم كشخص واحد و لبستم هدفا واحد و سرتم في طريق واحد و لم تتركوا ذلك البلد الذي أسكنكم جنة لا تضاهيها جنان الدنى بما رحبت ، و أتذكر كيف قلتم الحقيقة و السيوف على رقابكم ، و كيف سكبتم وديان دمائكم كما فعل أمجادي قبلكم من العربي بن مهيدي و زيغود يوسف و لالة انسومر و ....و كيف لم ترعبكم قلاع الغدر و أدغال الخيانة و لم يثنيكم الموت من الوراء عن الذود عن الجزائر قلب الأسد في كوكب الفساد ، و لن أنسى إتحادكم و تعاونكم من أجل قهر الفساد رغم تعصب الدسائس في طمس الحقيقة و ....و لكن ...هيهات من أن تنجح غيابات الباطل على حساب الحق .... و ها قد جاء اليوم الذي أصبع يعتلي فيه علمي الأخضر و الأحمر و الأبيض في سماء العالم رغم أنوفهم ، و هاقد جاء اليوم الذي تنتشر فيه قهقهات أطفالي كلآذان في كل زوايايا العتيقة ، و هاهو اليوم الذي خرجت فيه شقيقتي المرأة تشارك الحياة بكل كرامة و حرمة في بلد رجالها أسود لا ترضى انتهاك الحرمات ، و هاقد جاء اليوم الذي وصلت فيه أشبال الجزائر لتكون الممثل الوحيد للعرب و المسلمين في محفل احتكره من احتقروني يوما ..... و إليكم أوجه خالص حبي احتفالا بنصر ضنه الأعداء لا و لن يكون . و الآن لا أريد أن تتركوني لمن لا يحبوني ، و لا أريد أن نعيد فجرا أسودا في سمائي التي أثقل عليها البكاء و أنين الأطفال الأيتام و دموع الرجال التي لا تنحني ، و لا أريد أن نحتذي بشعوب رضيت الإضطهاد و لا أريد أصابع الإتهام تفقؤ عيني من جديد و لا أن تحفر في كرامتي و كرامة شعبي الأصيل و العريق عراقة النخلة الباسقة في أرض الصحراء . الآن نمتحن ما جنيناه من ود ضننا أنه لن يعود و حب حسبناه ولى في زمن الغابرين و دفن مع الأمجاد في مقبرة الشهداء ، و الآن نحن ننتصر و نفتخر ، و سننتصر و سنفخر أكثر إن كان لنا حديث آخر في بناء الجزائر و طي ذاكرة الجسد الأسود ، و سنحرر كل شعوب طمست وسنتمنى لكل راية حق أن تعلى في سماء الوطن الإسلامي إلى أبد الدهر لإعلاء كلمة الله و رسوله و الجزائر على مر الزمن | |
|