أين الطلبة من خطاب الرئيس بوتفليقة

في الدول المتقدمة يحوز الطالب على جل اهتمامات رجال الدولة بمختلف نشاطاتهم و شرائحهم و فئاتهم ، و يمثل أعظم انشغال لهم و يحوز الطالب الجزائري على نقطة من دولة تشكل أكبر مساحات العالم و لا يمثل سوى خيال و هامش من صفحة سوداء ، أين هي إهتمامات الدولة بالطالب و أين هي مشاريع الدولة لتنمية الجامعة و الثانوية و المتوسطة و المدرسة ...؟ أين هي تلك الخرافات التي تدعي نجاح المنظومة التربوية على أرض الواقع ...؟
لاحظوا معي ..؟ يقبع آلاف الطلبة أمام المقر الرئاسي من أجل الدفاع عن مطالبهم التي أراها شخصيا المشروعة و يبيتون في العراء بينما يختفي أصحاب البذلة السوداء كالخفافيش بين الحرير و القطن و موائد الغربيين بما حوت و احتوت و للعاقل معنى الكلام ، لقد مر على احتجاجهم أياما و شهورا و عامهم يمضي للامجهول و تسكت السلطات كالشيطان الأخرص و يهجم عليهم شرذمة من اللاعاقلين الأغبياء الذين لم يتعلموا معنى الإتحاد و القوة و الثبات على مطالب الحق و تعرضوا للسرقة و الضرب و الجرح و لم تحرك السلطات العمياء ساكنا و لم تلتفت و لا حتى لمجرد الكذب ... و لم تنتهي النكسة الطلابية و بقيت الجماهير محتجة و تلبي الوزارات كل أو بعض أو جل مطالب باقي المعتصمين و المظربين و المتظاهرين إلا الطلبة الجزائريين الذين اختاروا عدم التلاعب بمصيرهم و مستقبلهم بعد أن اتخذت منهم الوزارة العقيمة حقل تجارب ، أين المفر من قول أن هته الوزارة قد ماتت و السلام ...هل أصبحت العاصمة مقبرة للوزارات الفاشلة ...؟
و تأتي رئاسة الجمهورية بخطاب حكمت عليه قبل البدء فيه بأنه و بالرغم من انه يرمي إلى الإصلاح و يرمي إلى محاولة امتصاص ما قد تسوء عقباه ، و بالرغم م أنه خطوة جيدة من أجل المضي في مسار الإصلاح المنشود إلا أنني أعتبره فاشلا ...فأي دولة هاته التي لا تعير المثقف و لا الطالب و لا الإطار اهتماما ...أرجوكم اخبروني أين بها المآل ....و أين سيرسوا بها قارب الحياة في وسط تنوعت فيه العلوم و وتطورت فيه التكنولوجيا و تسابقت فيه العقول على احتلال العالم بالشفرات و الشرائح و حسن المخططات و غزو الألباب باسياسة النفسية الساحرة ...؟
أخبروني بالله عليكم أين هو مكان الطالب و الرئيس لم ياتفت إليه و لو بحرف لم نقل كلمة و لكنا قلنا حرفا فقط ...أليس هذا هو الطالب الذي سيحمل شعلة المستقبل ...؟ أليس هذا هو الطالب الذي سيقود الجزائر من بعدهم أم هم باقون إلى اليوم الآخر ...؟ أليس هذا هو الطالب الذي سيحمي مقومات الدولة و مصالحها و دينها و عقيدتها و ينتهج للجزائر سبلا متينة و قوية لإثبات وجودها بين دول العالم كدولة تستحق ان يقف العالم إجلالا لشبابها الذي لا تموت الجزائر من بعده إن هو مات .
إن قامت الدولة بازدراء الطالب و مواجهة إحتجاجه بالامبالاة فكيف ستكون نفسية هذا الشاب الذي هو في مقتبل العمر مليئا بالقوة و الحياة و الأمال و الطموح ، ترى هل سأل الرئيس بوتفليقة و حراوبية ماذا سيحل بالجزائر من بعدهم إن هم تركوا شبابا محطما يائسا فقد الأمل في الجزائر تربى على الفساد و الإزدراء و احتقار العلم و المثابرة و علمه السابقون سياسة الإلتواء و الرشوة و المحسوبية من اجل الوصول و السكوت عن الحق مادام لا يمسه بمعنى آخر " تخطي راسي " ، أين هو المجتمع المدني الذي يدعي التغيير... ليثبت نفسه و تواجده الآن ..؟ لقد بانت نواياه و فشله الذريع و عدم إختلافهم عن غيرهم من رؤوس الدولة ...؟
و أنا أراقب جرائد اليوم هلعت كل القوى السياسية و المدنية و الفنية و حتى تلك التي تدعي أنها الطبقة المثقفة إلى انتقاد خطاب الرئيس من الناحية الشكلية و لضيق و محدودية تفكيرهم يضنون انهم قد تفطنوا لمكيدة الرئيس و هي عدم جدولة الإصلاحات و منهم من طعن في صدقها و منهم من انتقد القانون لإعتبارهم قانونيون ..طبعا على حد قولهم ..فالقانون يعلم الجميع أن ميكانيزماته تختلف النقد لأنه لكل نقطة ضد يخالفها و لا مجال للتعليق قبل بروز الخطوط الأولى للإصلاح و بلورتها على أرض الواقع ...
و لكن الجميع لم يتفطن لأن الإصلاح الأعظم لا يكون و لن يكون إلا من المدرسة و المتوسطة و الثانوية و الجامعة و المسجد و العدالة و الصحافة الراشدة ، يمكن للرئيس أن يتدارك الأوضاع الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية و هذا لا مفر منه ، و الحقيقة التي لا هروب منها أنه يجب تدارك الأوضاع الإجتماعية للمواطن الجزائري و تحسين ظروف معيشته و إنقاذ كرامته من الإهدار حتى يفكر في خدمة البلد و المساهمة في تنميته على أكمل وجه ، و لكن أن يستمر الخطاب لمدة طويلة تخلو من أي كلمة توجه لإصلاح المنظومة التربوية هذا لن يحدث إلا في دولة تدل على تطورها نحو الخلف و تسيرعكس التيار .
فمن اراد أن ينهض بالدولة فالينهض بالطالب و الأسرة و رحم الله إبن باديس و الأمير عبد القادر