تحية إجلال للطلبة المعتصمين

يعتصم إخواننا الطلبة الجزائريون الاحرار أما مقر الرئاسة من اجل الدفاع عن مطالبهم المشروعة سواءا كانوا مهندسين أو بيولوجيين أو قانونيين ، وسواء كانوا تابعين للنظام الكلاسيكي أو الألام دي فإني أوجه إليهم تحية تقدير و احترام و إجلال لدفاعهم عن مطالبهم و لوقوفهم في وجه وزارة استثمرت فشل الإصلاحات التربوية من تجارب عقيمة قتلت بصمت رهيب كل رغبة في إمداد الدولة الجزائرية بعقول و أفكار راجحة و مقومات علمية فكرية ناضجة ...هكذا أرادت الوزارة ان تجعل من الطالب الجزائري ...
تقرر و تلغي ...تشرع و تلغي تحدد و تمدد المواضيع ..، تضخم المعدلات و تدعي نجاح المشروع و الإصلاح ...و الأن تريد أن تهدر سنوات من سهر الليالي أمضاها الطالب في الدراسة سدا إما تنزع عنه لقبا أو تحط عنه شهادة أو تسويه لا شيء ، و أين أولئك الطلبة الذين تخلوا عن زملائهم في منتصف الطريق حتى ماتت حيويتهم و زالت مصداقية احتجاجهم و ازدراهم الوزراء ، هكذا يفعل الزمن بمن لا تتوحد كلمتهم و صوتهم و مطالبهم و طريقهم ...و هكذا يبقى أصحاب الحق ضالوا الطريق وحيدون بدون قارب و لا مرسى ...خرجوا شخصا واحدا ثم انسحب الأغلبية تاركين وراءهم زملاءهم في منتصف الطريق ، و كأن الأمر لا يعنيهم ... و هكذا تسكت الوزارة الرضع بقطعة حلوى
نتعلم من هذا الإختبار و هذا الفيلم شيئين :
أولهما إصرار و إلحاح الطلبة و ثباتهم من أجل تحقيق مطالبهم و محاربتهم من أجل كرامتهم و حقوقهم بسلم و أمن رافعين صوتهم إلى سماء الدولة دون خوف و لا تردد ، ما يثبت قوة عزيمتهم و شجاعتهم في قول الحق و المطالبة بالحق و تحقيق الحق .
و ثانيهما جماعة رضيت بكل ما يقال و انسحبت بعد أن بدأت الطريق مع الزملاء و نكثت العهد و اختارت المصالح و هاهي على سبيل المثال جماعة الألامدي في قسنطينة قد زاولت الدراسة بعد أن وعدهم عمداء الكليات بدمجهم ضمن قوائم الماستر لكل من حصل على معدل يفوق العشرة فاختاروا المصلحة الشخصية بدل الإستمرار في موقف واحد و كلمة واحدة و صوت واحد كرجل واحد و نفس واحد ، و تركوا زملاءهم في العذاب يتخبطون و بين المستقبل المجهول حائرون ، بعد أن رفعوا معهم راية واحدة .
و ثالثها : أمثال هؤلاء العمداء الذين يدعون انهم يفكرون في مصلحة الطالب و أنهم متخوفون علىيهم من السنة البيضاء ، و هم يدعون عكس ما يخفون ، فخوفهم الأكبر أن يستمر عملهم حتى الصيف فلا ينالون قسطا من العطلة و نخوفهم من المساءلة امام الوزارة البلاستيكية عن سبب عدم تعاملهم بشدة مع الطلبة المظربين ، كان الأحرى بهم مساندة الطالب في اعتصامه كما ساندوا لأساتذة سنة 2007 .
لا يجب أن تتشتت القوى من اجل طعم خيف كاذب ، لا يجب أن نرمى أهدافا نبيلة من أجل قطعة حلوى سخيفة ، أو لقمة زائلة لا تغني و لا تسمن من جوع فإذا كان هذا حالناو نحن أمام أبسط إمتحان فكيف سيكون حالنا و نحن مسؤولوا دولة و مسؤولوا أسر و عائلات قبل ذلك .
إن الإتحاد هو سر النجاح و الإتحاد هو رمز القوة و السبيل الوحيد للتغلب على اعباء الحياة " تعاونواعلى البر و التقوى " " في الإتحاد قوة و في التفرق ضعف " ...ماذا سيكون حالكم إن بتم حكاما تضغط عليكم أمريكا و إسرائيل و فرنسا .
تعلموا من صغائر الامور حتى تسمو بكم الحياة في عظائمها ، كونوا على قدر المسؤولية المنوطة بكم أو اتركوا المجال لمن يستحق ذلك ، أنتم قوة البلاد فلا تكونوا أسمالا بالية لا تنفع لشيء ...
أحيي فيكم يا طلبة الكلمة روح الثبات و روح المقاومة و لكم مني عبير الشوق فلو بقيت طالبة لكنت معكم على بساط الأرض أفرش البلاط و ألبس السماء و أوسد كلمات ربي حتى نكون خير طلبة و خير جيل .
و أقول خير جيل لأفسرها لكم حتى لا يذهب أصحاب العقول المحدودة إلى تفسير خاطىء ، فالقصد بخير جيل هو الجيل الذي ينطق بالحق و يدافع عن العدل و العدالة بعقل راجح و فكر سليم و ثبات لا تذهب عزيمته قوة صخر ، و ليست العبرة في الإعتصام امام مقر الرئاسة ، بل العبرة في شجاعة متعقلة دفعت الطلاب إلى محاولة استرجاع حقوقهم و إثبات أنهم يستحقون تحمل المسؤولية و انهم جيل يعتمد عليه و انهم لا يقبلون المساومة في مطالبهم و أنهم موجودون و لذلك لديهم كلمة في كل شأن يخصهم .
لا لتخريب البلاد و لا للسكوت عن الحق أيضا نحن شعب نريد الحياة بكرامة و الكرامة لا تكون بالمطالبة كما يفعل الآخرون بل تكون بإثباتها أصلا إن كانت موجودة ، لن نخرج للمطالبة بكرامتنا ، و لن نخرج لنطالب بالتغيير ، بل سنخرج لنثبت كرامتنا و سنخرج لنغير أنفسنا و من حولنا و نتعب و نزرع و نحصد الأمل و العمل فنبني جزائر لا تموت و لا تزول بزوال الرجال .