دماء دموع

دماء دموع





لم أقصد أن أتعثر ...و تركتموني
لم أندثر كما تتدعون...و قذفتموني
كرمل يتناثر في عيوني ...
كمقلة سوداء
لماذا لا تعتقوني
قساوتكم باتت وباء
لماذا لا تفقؤون عيوني
سئمت رؤيتكم ..هباء
ألا لا ياريح الشتاء ...انثريني
رمادا يبكيه الشهداء
لا تنتظروني فمحطتي ..بيت القباء
و مسجد في فلسطيني
و قبر أتلوه بين طيات الرثاء
سلام على حب يريني
في سيوف أحبابي دماء
....و جلست هائمة عند فجر كئيب أتلو صلاة الضعفاء ...و أرتشف رحيق نمل نهش أفراحي المشتتة بين إشراقة فجر و سرمد عشاء ... آه كم أشعر بشحارير الليالي الحالكات تعزف سنفونيات الحزن على وهني و دمعي يغسل ألف رفاة ...و أسير حافية القدمين أعبث بحشيش الحياة لعلي أعود حاملة في يدي ورد و قطعة خبز فأحيا بأمل جديد .
حين نولد في أول العمر تندفق فينا أكوام من المنايا و تنتشر أمامنا حقول كالجنان فنركض و كأننا لا نعرف للنهاية سبيلا و نعشق الحب قبل الحياة ونبني لغيرنا القصور رجاءا و نحرق كل منفى في زوايا الحياة و ننصدم في آخر المطاف بدماء نرتشفها كشربة ماء تدب كسم يشل فينا كل رغبة في المزيد من الحياة .
حين نحس بالوحدة ننفجر كروايات غابرة تتحدث لغة سقراط و نتحدى أفلاطونيات الزمن المندثر لأننا نحس بزيف الأحداث على صفحات التاريخ ..و لكن في النهاية ندرك و بعد فوات الأوان أننا من زيف لون الورود في أعماق خيالنا الاموجود ، وأننا من أشعلنا فتيل العذاب و الولع باللامملوك ...و نبكي كأطياف أموات فلا أحد يسمعنا ....
إني قررت في نهاية المطاف أن أموت قبل الموعد على أن أبقى خارج المقبرة ..قررت أن أدفن كل حقائب الحياة التي أثقلتني فلا انتفعت بها و لا نفعت بها غيري ...حرام أن أحب ..و حرام أن أحلم ...و حرام أن تبزغ شمس البسمة على ثغرة وجدي و لو خلسة لكنت دفعت سنين من دهري مكاء ...حرام أن أقول للعصافير حطي على أغصان أشجاري و غني لي أغنية الوفاء ,,,عشقتني السنون السوداء و أين المفر من حب الأمراء في عصر هوميروس و قطز ...أين تلك الحمامات التي كانت تحل على نافذتي كل صباح ، و أين تلك النغمات التي كانت تعزفها قيثارة مهجتي البريئة تحت دقات المطر النرجسية ، وأين نفسي من تلك العواصم التي كنت أسكنها حينا من الزمن فأتسلق أعلى القمم و أطير مع الصقر .
و مات كل شيء جميل و مات فيا حلم نبيل و هل في سمائي شوك أحمر بدل هلال العيد فعيدكم قمر و عيدي دماء و صيامكم شهر و صيامي دهر بكاء .
وداعا ...و داعا
يا دهرا رماني بشوك
لا تنظروني .. لا تبحثو عني
فإني صديقة للشهداء
لا تسألوا عني كل بهيج
فقد كان أصحابي التعساء
سلاما لقيد كبل نهدي
و تحته قلب فيه رفاة
وداعا لكل ثغر سعيد
هلما إليا يا دعاء
دعاء ...دعاء حتي المماة
فلا عيش يطيب بغير دعاء





بقلم :
maya rim